• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    منهج التعارف بين الأمم
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الإسلام يدعو لحرية التملك
    الشيخ ندا أبو أحمد
  •  
    آثار مدارس الاستشراق على الفكر العربي والإسلامي
    بشير شعيب
  •  
    إدارة المشاريع المعقدة في الموارد البشرية: ...
    بدر شاشا
  •  
    الاستشراق والقرآنيون
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    نبذة في التاريخ الإسلامي للأطفال
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    عقيدة التوحيد، وعمل شياطين الشرك
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    الفلسفة الاقتصادية للاستخلاف في منظور الاقتصاد ...
    د. عبدالله محمد قادر جبرائيل
  •  
    منهج شياطين الإنس في الشرك
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    سيناء الأرض المباركة
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    استراتيجيات المغرب في الماء والطاقة والفلاحة ...
    بدر شاشا
  •  
    طب الأمراض التنفسية في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الاستشراق والمعتزلة
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    زبدة البيان بتلخيص وتشجير أركان الإيمان لأحمد ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    مفهوم الصداقة في العصر الرقمي بين القرب الافتراضي ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / فكر
علامة باركود

أركيولوجيا الهجرة السرية.. الحِجاج لحظة "الما بين"

أركيولوجيا الهجرة السرية.. الحِجاج لحظة الما بين
إبراهيم أكراف

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 1/3/2012 ميلادي - 7/4/1433 هجري

الزيارات: 10384

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أركيولوجيا الهجرة السرية

الحِجَاج لحظة الما بين

إلى الَّذي زرعَ في خيالي حبَّ أدبِ القوارب؛ الدكتور "عبدالنبي ذاكر" محبَّة بلا حدود.


أتَناول في هذا الموضوعِ الشَّوطَ الفاصل في الهِجْرة السرِّية بين الْهُنا والهناك؛ لِنَكشف عن مَظاهر الحِجَاج فيه، وقبل أن نَمْضي لا بدَّ من التَّذكير بأنَّ الهجرة السِّرية ظاهرةٌ كونيَّة؛ حتَّى يتسنَّى لنا دراسةُ هذا الموضوع في سياقه العالَمي، وحتَّى لا تُضرَب الهجرة السرِّية على بلدانٍ مُعيَّنة في قبَّة، كما نشير أيضًا إلى أنَّه مَغْربيًّا تُعْرف هذه المَلْحمة على حدِّ تعبير الدكتور "عبدالنبي ذاكر" بالحريك [ق]، والذي عرفَه الدكتور "عبدالرحيم العطري" بقوله: "رُبَّما لَم يَدُر في خلَدِ فاتح الأندلس طارق بن زياد وهو يَحْرق سفنه عند بلوغه الضفَّة الأخرى، أنَّ فعلته هاته ستَصير مثَلاً يُحتذَى به بالنِّسبة لشباب آل الجَنوب، بدءًا من العقد الأخير من القَرْن الذي ودَّعْناه، فالَّذين تُكْتَب لهم النَّجاة من الغرَق في مقبرة المتوسِّط، ويَصِلون سالِمين لا غانِمين إلى شواطئ أوروبا، يُهْرَعون قبلاً إلى حَرْق أوراق الهُويَّة؛ أمَلاً في اكتساب هُويَّة جديدة، فمن هنا جاء مُصطلَح "الحريك" الذي صار دالاًّ على الهجرة السريَّة عبر قوارب الموت، أو شاحنات البَضائع أو غيرها مِن الطُّرق التي تُحرِّر المرء من (قَطِران) البلاد، وتَقُوده نحو (عسَل) البلدان الأخرى"[1].

 

قبل أن نَمْضي في تَفاصيل هذا المبحث، نُوضِّح أنَّنا استعملنا في العنوان أعلاه "لحظة" حتَّى نضَع عقد ائتِمان بيننا؛ حيث إنَّ الرِّوايات ضنَّتْ على هذه اللَّحظة المهمَّة، والتي قد تشكِّل بِمُفردها عمَلاً روائيًّا باذخًا، ففيها تحضر المُمارَسات اللاأخلاقيَّة، أجلها محق الجسَد الأنثوي، و(الخربشات)، والقتل لحظة العبور... إلخ.

 

وسَنُحاول فيما سيَأتي الوُقوفَ عند أهَمِّ تَجلِّيات هذه اللَّحظة في محكيات الحراكة.

 

الثَّمن لا يهم، الحرِيك [ق] هو الأهم:

تُعتبَر هذه اللَّحظة آخِرَ اختبارٍ لِمَدى التِصاق المُهاجِر بِوَطنِه، وإمكانيَّة تراجعه عن مصير تجلله صورة الموت والرَّغبة المتأجِّجة للإياب بالغنيمة، فيَغْدو الموت والحياة جسدًا واحدًا في ظلِّ وطَن موبوء، شَرع لأبنائه أبوابَ الهجرة، وجعلَ مِن مضيق جبَلِ طارق "بيرمودا المتوسِّط" يبتلع طالبِي اللُّجوء الاقتصاديِّ كلَّ يوم.

 

لقد سبقَ أن قُلنا: إنَّه من الصُّعوبة بمكانٍ إقناعُ المكتوي بِجَور الوطَن بالعُدول عن فكرة "العبور الإكلنيكي" نحو الضفَّة الأخرى، نَقْرأ في إحدى مَحْكيَّات الحراكة: "عندما كان سعيدٌ يتَهيَّأ للرَّحيل ليلاً، كان أبناؤه يَبْكون غيرَ قادرين على فراقه، ومنهم مَن يَطْلب منه أن يتَراجع عن الأمر، أمَّا هو فكان مُصرًّا على الحريك"[2]، إنَّ ما يَسْترعي اهتمامنا في هذا الشَّاهد، هو عدم اقتصار الهجرة على فئةٍ معيَّنة، حتَّى لكأنَّ كلَّ مَن بالوطن مبتلًى بالهجرة، إلاَّ من تحصَّلَت له المناعة، فقد عرَضْنا لحملة الشواهد العليا، وكذا البطاليين والبُسَطاء من العُمَّال، وهذا الشَّاهد يضَعُنا أمام وَضْع عائلي - إنْ صحَّ تعبيرُنا - "هجرة ثلاثيَّة الأبعاد" (هَجْر الزَّوجة - هجر الأولاد - هَجْر الوطن)، وإن لنا ونَحْن أمام هذا الشاهد أن نتصوَّر بذخ اللَّحظة وما تحفل به من هواجس نفسيَّة، وانتكاف المتحرِّق للهِجْرة عن التَّزحزُح قِيدَ أنْمُلة عن مَسارٍ ومصيرٍ اختاراه ولَم يختَرْهما، فلا بكاء أطفال زُغْب الحواصل يَثْنيه، ولا تَوسُّلات زوجة تَرى نفْسَها قاب قوسَيْن أنْ تَغْدو أرملةً تُجْدِي نفْعًا، إنَّنا أمام حُجَّة تُلازم الأشياء؛ حيث إنَّ كلَّ طرَفٍ يظَلُّ متَشبِّثًا برأيه، فالأُسْرة تتمسَّك بإثناء رَبِّها عن المُضيِّ في طريقٍ مَحْفوف بالموت، لكن الأب يرَى أنَّ ذلك الطَّريق هو عين الصَّواب، فالموت والحياة سِيَّان، ومِمَّا لا شكَّ فيه أنَّ هذه اللَّحظة لن تَخْلو من بعد احتجاجي، ولا سيَّما من قِبَل الأُسْرة الَّتي ترى مُعِيلَها يَمْضي نحو السَّام بإصرارٍ وعزم في سبيل أن يُوفِّر لهم ما يَسدُّون به أرمقتَهم، ويَكْسو عَراءهم، فالسخط على وطَنٍ لَم يمنح لهم لقاحًا يَقِيهم لفح الحريك، لا جرمَ هو الذي سيكبر فيهم حتَّى الإشعار بدِفْء الوطن.

 

وفي السِّياق نفسِه، نَرْصد شاهِدًا آخرَ يُجسِّد لنا الاختِناق الحادَّ الذي يعيشه المُهاجر على أديم الهُنا، فتَنْكسر أمامه أمواجُ البحر مهما علَتْ وتجبَّرَت، هكذا نجد أنفُسَنا أمام كوجيطو يقول: "أنا أتَحدَّى البحر، إذًا أنا مَوْجود".

 

إذًا، فالمهاجر لا يَبْحث عن لقمة العيش فقط، بل يسعى - ضِمْن ما يسعى إليه - إلى تَحْقيق كينونته الَّتي سلبَتْها منه البطالة والعطالة المُستفحِلة "ذات يومٍ من نَفْس السَّنة [1997] قرَّرتُ وسبعةٌ مِن رفاقي أن نذهب إلى الحراك، عندما التقَيْناه، قلنا له: لك أن تَخْتار بين شيئين: إمَّا أن تُوصلنا إلى إسبانيا، أو تعيد إلينا أموالَنا، لكنَّه واجهَنا بأنَّ البحر هائج، وأنَّنا إذا دخَلْنا إلى عرض السَّاحل سنَنْدم، ونبدأ في البكاء كما يحدث للكثيرين، قلت له: "عَهْد الله بيننا إن بكَيْت فلا تردَّ لِي دِرْهمًا مِمَّا أعطيتُك!" ثم أضفت: إنَّ مثلاً يقول: الجيب خاوٍ، والقَبْر خاوٍ، ولا بُدَّ أن يُمْلأ أحَدُهما"[3].

 

يضَعُنا هذا الشَّاهدُ أوَّلاً أمام هيبة الحراك؛ حيثُ يُؤتَى إليه على غرار كبار المَسْؤولين، أو بالأَحْرى كوكالة ضامنةٍ للشُّغل، فلا عجبَ أن يَقول: "ذهَبْنا"، وثانيًا أمام حجاج يحتجُّ على المهرب؛ لكونه آخِرَ رحلة الخلاص من الهنا، فما كان من المهرب إلاَّ أن احتجَّ بحجاج القِيَم السَّائدة "إذا دخَلْنا إلى عرض الساحل، سنَنْدم، ونبدأ في البكاء كما يحدث للكثيرين"، غير أنَّ حِجَاجه قابلَه حِجاجٌ مضادٌّ، متنكِّر للذَّات، مُثْخَن بِهَوس الوصول إلى الهناك، انطِلاقًا من الحِجَاج التَّداوُليِّ الذي يَسْتند إلى اللُّغة اليوميَّة "عهد الله بيننا إن بكَيْت فلا تردَّ لي درهمًا مِمَّا أعطيتُك"، ولا يَغيب عن بالنا ما الذي يَعْنيه العهد في الثَّقافة العربيَّة الإسلاميَّة، إذًا هذه حُجَّة تداوُليَّة سُلْطويَّة؛ تمتح من الدِّيني والتَّداولي، كما أردَفَ هذه الحُجَّة بحجَّةٍ أخرى تَعْلوها حجاجيًّا كما يَشِي بذلك قولُه: "ثم أضفت: "إنَّ مثلاً يقول: الجيب خاوٍ والقبر خاوٍ، ولا بدَّ أن يُملأ أحدهما"، وندرج هذه الحجَّة ضمن حجَّة السُّلطة؛ لكونها خارجةً عن الذات المحتجَّة، وتترسَّخ في الوعي الجَمْعي للمجتمَع، وقد عمد إلى استِدْعائها "كَفِيتو"؛ أي: كورَقة ضغطٍ لا يَمْلك معها الحِراك إلاَّ الاستجابة لرغبتهم، وذاك ما حصل تمامًا "لَمَّا رأى مِنَّا العَزْم على الرَّحيل باديًا، قال لنا: اذهَبوا وجَهِّزوا أنفُسَكم"[4]، وبعد أن يتمَّ وضع ملفِّ التَّرشيح وتسديد الجباية؛ أيْ: ثَمَن الخلاص من شرنقة الحياة أو الوطَن، يَتِمُّ تَحْديد مكان اللِّقاء والإبحار؛ "لَم أكن أعرف بالضَّبط المكان الذي سنَنتظِرُه فيه، لكن أحدنا كانت له سابِقُ معرفةٍ به، ولذلك ذهبَ بنا إلى منطقة غابَوِيَّة قرب مولاي بوسلهام (...)، أخَذونا إلى الغابة، وبدأ الانتظار"[5]، يعكس لنا قولَه: "لَم أكُنْ أعرف بالضَّبط المكانَ الَّذي سننتَظِرُه فيه" أنَّ الهجرة الإجباريَّة خيطٌ عنكبوتي يَعْسر إيجادُ رأسِه، وهذا سِرٌّ مِن بين الأسرار الَّتي تَحُفُّ هذا النَّوع من الهجرة، فالمُهاجِرون لا يَعْرفون أباطِرَةَ شبكات المُتاجَرة في الآلام والآمال البشريَّة، فأُسلوب التَّنكير هو المَعْمول به في علاقة المُهرِّب (بكسر الرَّاء)، بالمُهرَّب (بفتح الراء)، فالأوَّل يَعْتمد على الوَساطة للتواصل مع الثَّاني، ويؤكِّد ذلك قولُه: "لكن أحدنا كانت له سابق معرفة به"، وهذه المعرفة نُرجِّح أنَّها لا تَعْدو أن تكون معرفةً بين أحد السَّماسرة والحراكة، أمَّا الرُّؤوس المُدبِّرة، فتظَل في الخَفاء، ولا تُعرَف إلاَّ لمامًا، وهذا بَنْد من دستور الحراكة، أمَّا مكان التجمُّع أو - إنْ جاز لنا القول - الآغورا، فهو منطقة غابويَّة، وهناك يبدأ انتظارُ الخلاص، ولما عَلِمنا بعلاقة المهرب بالمهرب، وكذا مكان تجمُّعِهما، فقد أيقَنَّا أنَّنا أمام وكالة أسفار غير شرعيَّة، فلَعْنة الاختِباء من مُراقبِي الغابات وخفَر السَّواحل تُطاردهم، وهذه الحجَّة هي حجَّة بالتَّناقض، أو بتعبيرٍ آخَر: بضدِّها تُعرَف الأشياء، ويُزكِّي ما قلناه الاختيارُ الزمَنِيُّ للرحلة الذي غالِبًا ما يكون باللَّيل؛ حتَّى يَكْتمل طابع السرِّية، وقد رأينا ذلِكُم فيما سلَف "عندما كان سعيدٌ يتهيَّأ للرَّحيل ليلاً، كان أبناؤه يَبْكون غير قادرين على فراقه"، فجعَلوا اللَّيل معاشًا، والنَّهار لباسًا، خالَفوا ناموس الله في خلقه، إنَّنا أمام حجاج بالتَّناقُض دائمًا، نَسْتخلص منه لا شرعيَّة الرحلة، وزمنيًّا أيضًا يتم تَحيُّن اليوم المناسب "تَمَّ التَّوافُق على يومٍ حُدِّد في رأس السنة الميلادية لعام 1998؛ لأنَّ الناس يكونون مُنشغِلين بالاحتفالات بهذه المُناسَبة"[6]، ولَمَّا كان النَّاس منشغِلين بالاحتفالات، فذلك يَعْني نجاح الرِّحلة بنِسْبة مئويَّة كبيرة في مُقابل بَصيصٍ من الفشَل، وهذا ما أسْمَيناها سالِفًا بالحجَّة بالتناقض، كما يلعب قوله: "لأنَّ الناس يكونون مُنشَغِلين بالاحتِفالات بهذه المناسَبة" وظيفة حجاجيَّة إغرائيَّة، تبشر المهاجر بِفَتْح آمِن، وتَجْعله يَتُوق ويُقْبِل على الرحلة مبدِّدًا في ذهنه إمكانيَّةَ وجود خفَرِ سواحل؛ ما يَجْعل من البحر الخَصْمَ الوحيد في هذه الرحلة.

 

وقبل أن تتمَّ عمليَّة التطهير بنسبة مائةٍ بالمائة في الهناك، فإنَّ عدَّها التنازُلِيَّ يَبدأ من الهُنا، وتحديدًا في الآغورا؛ الأكواخ والغابات؛ حيث يَختبئ المُهاجرون في انتِظار أن يبتَّ زعماءُ الآغورا - أي: الحراكة أو المافيوزيُّون - في ملفَّات ترحيلهم نحو الجنَّة الموعودة، فلا يَملكون إلاَّ إصاخة السَّمع، وما رأيهم إلاَّ ما يَرى أباطرةُ الحريك، ومن سوَّلَت له نفسه أمرًا، فإنَّ البَقاء في الهُنا سيَكون جزاءَه لا محالة؛ "دخَلْنا الغابةَ، فوَجدنا بها ما يُشبه البناية، حَيَّينا الحراكة وجلَسْنا نَنتظر معهم، بعد ذلك اكتشَفنا أنَّنا في المكان الذي تُصنع فيه "الباطيرات"، وتَخضع للتَّرميم والصِّيانة عند الاقتِضاء، هاتَفَ مساعِدُ الحراك المعنِيَّ الأول، فجاء إلينا، وطلب منا أن نتمِّم المبلغ المتَّفق عليه، دفَعْنا ما يجب أن نَدفعه، ثم طلبَ منَّا أن نَحمل "الباطيرا" إلى البحر، ففعَلْنا ما أراد، لكن القارب كان ثقيلاً جدًّا، فكنا نَجِد صعوبةً في نقله إلى الساحل، الحراكة نوعٌ من العصابات لا يعرفون المزاح: كنَّا نُعاني من ثقل "الباطيرا" ومن السبِّ والشَّتْم اللاَّذع في أعراضِنا شخصيًّا، كانت المرَّة الأولى التي أسمع فيها لعناتٍ لا عهدَ لي بها، ولكن ماذا يَستطيع الإنسان أن يَصنع في مثل تلك الظُّروف، خاصة وأنَّ مَبالغنا الماليَّة كانت "دخلت بطون الحراكة"[7].

 

إنَّ ما يستوقِفُنا في هذا الشاهد، هو تأكيدُ ما ذهَبنا إليه، ولَمحنا إليه فيما مرَّ معنا من الشواهد، ألاَ وهو أنَّنا إزاء مؤسَّسة السري؛ أيْ: مؤسَّسة الهجرة السرِّية، ولا أدلَّ على ذلك - فضلاً عمَّا أشَرْنا إليه - من البناية المُشار إليها في الشاهد، القابعة وسط غابة، والمستخدَمة لترميم وصِيانة "قوارب الخلاص"، وهذا إنْ دلَّ على شيء، فإنَّما يدلُّ على أننا أمام شبَكة منظَّمة تنظيمًا مُحكَمًا، وإلاَّ كيف يَخفى أمرُهم عن السُّلطات المعنيَّة؟

 

هذا ما يَجعلنا نقول: إننا أمام الحُجَّة بالنَّقيض، أو بتعبيرٍ آخَر: نَشاط التِّجارة البشريَّة بلا حسيبٍ ولا رقيب؛ يَعني غياب السلطات الأمنية، وفي إطار الحجة بالنقيض دائمًا نصل، انطلاقًا من قوله: كنَّا نعاني السبَّ والشتم وثقل الباطيرا، نصل إلى تأكيد ما قُلناه آنِفًا: الاستِسْلام، والخُنوع والخضوع، إنَّه عَقْد قران مبني على السمع والطاعة والتذلُّل "فظُنَّ الخطأ في نفسك، ولا تظنَّه في المهرب"، كما تبدأ رحلة الغربة من هنا، فالأباطرة لا يتحدَّثون إلا بلغة الرُّموز؛ أي: اللغة المشفَّرة، ودليلنا قول الشاهد "المرة الأولى التي أسمع فيها لعنات لا عهد لي بها"، وقد سبق ذلك بلفظة "شخصيًّا"، وهي عبارة غير بريئة، إننا أمام الحجة بالذات؛ أي: إنَّ الشاهد كما يثبت السياق ذلك متيقِّن مما يقول؛ فقد عاش تلك اللحظات بجوارحه سمعًا ورؤية، ما سيَجْعل المتلقِّي يتقبَّل هذه الشهادة بشكلٍ كبير؛ لأنَّها جاءت بَوحًا من رجل عاش الحادثة بحذافيرها، ويُعزَى تَحمُّل هذه الإهانة إلى المبالغ الماليَّة التي دخلَتْ بطون الحراكة إلى غير رجعة، وهذه الحِجَاج مجتمعةً تُعطينا حِجاج التَّقسيم، حيث وظَّفَها توظيفًا يراعي قانون الأنفع والأجدى في الخطاب، ولعلَّ الوظيفة الحِجاجيَّة البارزة في هذا الشاهد، هي الوظيفة الحجاجيَّة التبريريَّة، تبرر الصَّبْر على الإهانة، وتَفْضح بشاعة الآغورا، وتفتح نافذة الاحتِجاج على وطَنٍ لَم يأمن أبناؤه من كلاكل الدهر.

 

وبعد الانتظار تدقُّ ساعة الخَلاص وركوب البُراق نحو الألدورادو "جاء أخو صاحب القارب، وهو يتأبَّط سكِّينًا طويلة تشبه السيف، توقَّف وبدأ يلهثُ مثل كلبٍ مُطارَد، وأخذ يطلق تهديداته: "من لَم يتوقف وصعد إلى الباطيرا دون إذني، لأقطعَنَّ أوصال أمِّه..."، ثُم أضاف كلماتٍ نابيةً أخرى.

 

بدأ يفرزنا كالأغنام إلى مجموعةٍ مِمَّن كانوا بيننا؛ فمنَعَهم من امتطاء القارب، لم يكن أولئك قد دفعوا ثمَن الوصول إلى الضفَّة الأخرى كله، أمَّا نحن فصَعِدنا القاربَ نحو المَجْهول"[8]، هكذا يظلُّ الإقصاء لعنةً مثبتة للمهاجر تتبعه أنَّى حلَّ وارتَحَل؛ فالإقصاء نياشينهم في الوطن وفي الآغورا أيضًا؛ فهو في الوطَن مَقْصيٌّ؛ لأنَّه لا يَمْلك في دهاليز السُّلطة رصيدًا، أو لأنَّه وأدَ زهرة شبابه في مقصلات العلم، فلمَّا أنهى قيل له: اذهب أنت وشهادتك، واحرقا، أو احتَرِقا، أو لأنَّه نجا من مقصلة العِلم، لكنه لَم يَنْج من مقصلة الشارع التي صرفته نحو الآغورا؛ ليبتَّ في ملفه أباطرةُ التِّجارة في الأجساد البشريَّة؛ فمن دفع ثمنَ الخلاص، عبَرَ "بيرمودا المتوسط"، ومن لم يدفعه كاملاً، ما له إلاَّ أن ينتظر حتَّى يتم ثمن الرحلة؛ ما يعني أنَّنا أمام حُجَّتَي الإقصاء والتأهيل؛ يؤهَّل مَن أتم ثمن الخلاص، ويَتمُّ إقصاء من لم يُتممه، ويزيد هذا تثبيتًا لسلطة أباطرة الحريك.

 

وبعد أن يتمَّ اجتياز جمارك الآغورا تُقْلِع الباخرة؛ ليعانق المهاجر الخلاص؛ إمَّا بطن الحوت، أو الوصول إلى الجنَّة الموعودة بسلام، ويظَلُّ الخوف هو الذي يَحْكم الرحلة ويجلِّلها، فيَغْدو الموت أقرب من حبل الوريد، ما يدفع المهاجر للبحث عن منسِيَّات تأخذه إلى عالَمٍ غير العالم الَّذي هو فيه، ونقصد هنا البحر "الثالثة صباحًا أَنزلوا القارب إلى البحر (...) سأل مرافقيه [سعيد] إن كان معهم (الكيف)؟ كان يريد أن يَتناول أكبر كميَّة ممكنة من هذا المخدِّر؛ لئلا يُبالي بالأهوال"[9]، فالزمن غير بريء؛ إنَّه أحد أعمدة السرِّية في الهجرة، فها نحن أمام حجاجٍ ضمني، فالثَّالثة صباحًا ما يَزال الظَّلام يكتنف السَّماء، والإنسان يبلغ منه النُّعاس والإعياء مبلَغهما، كما نجد أيضًا الحجاج السيكولوجي، وتحديدًا حجاج التَّرهيب، أو بالأحرى التَّرويع، حين سأل مرافقيه الكيف (مقدمة)؛ لئلاَّ يبالي بالأهوال (نتيجة)، هذه أحد بنود دستور الحراكة أيضًا، فهم واعون أنَّهم يعانقون المَجْهول، ولا ضمانات ولا تعويضات، منهم من يتناول أعشابًا (الكيف مثلاً) أو أقراصًا ترفعه إلى عالم آخر، يُنسيه بعض الشيء قساوة البحر، ومنيَّة قد تأتي بَغْتة، وآخرون يستنجدون بالله؛ "كانت الأمواج عاتية تُضاهي الجبال في عُلوِّها، والماء يَنْزل من فوقنا مثل صخورٍ قاسية، ونحن نهتف بصوتٍ واحد: "اللهم صلِّ عليك يا رسول الله"، بينما رُبَّان الباطيرا يشحذ هِممَنا ويشجِّعنا على إزالة الماء الذي أخذَ يتسرَّب إلى القارب بأكياسٍ بلاستيكيَّة؛ كي يخِفَّ وزنه ولا نهلك غرَقًا، كنَّا حوالي اثنين وعشرين شخصًا نصيح جميعًا بصوت عالٍ، لكن في لحظة من تلك اللحظات العصيبة تعبت من الصُّراخ، ولم أعُدْ أقوى حتى على الهمس، كان إلى جانبي رفيقي امحمد هايلي، فقلت له: "اذكر الله يا محمد"، فأجابني: "عندما تراني غارقًا في الصَّمت، فاعلم أنَّني أقرأ ما تيسَّرَ من القرآن"[10].

 

كما يُصوِّر لنا هذا الشاهد الظُّروف اللاإنسانية للحراكة؛ اثنان وعشرون شخصًا في الباطيرا، ما يجعلنا أمام الحجة بالنَّقيض؛ أي: إنَّ الرحلة عسيرةٌ، والمنيَّة أقرب إليهم من حبل الوريد، بل - إنْ صحَّ تأويلنا - إنَّ الحراك قد يتحوَّل إلى قاتل أو مقتول في هذه اللحظة العصيبة، حيث الزحام يقضُّ المَضاجع، وكل واحد يُسارع لحشدِ مَكانٍ مُريح، أمَّا الرُّبان فقد خبَرَ البحر حتَّى لكأنَّهما يعرفان بعضهما البعض، فهو يشحذ هِممَ المُروَّعين، ويحثُّهم على إزالة الماء المتسرِّب لقارب الخلاص، وضِمْنيًّا نحن أمام حجَّة التَّجاوز؛ ويَشِي بذلك قولُه: "يَشْحذ هممنا"، "يُشجِّعنا"، فالرُّبان بطريقةٍ أو بأخرى يُحاول إغراءهم بأنَّه لَم تَعُد هناك مَسافةٌ أكثر من تلك التي قُطِعَت.

 

أمام هذه المناظر التي تُجلِّلها صورة الموت، يَفِرُّ المهاجر إلى المعتقد، حتَّى إن انتهَتْ حكايتُه هنا، مات على دينه، ولعلَّ الشاهد يقرُّ ما قلناه، والعبارات: "اللهم صلِّ عليك يا رسول الله"، "أقرأ ما تيسَّر من القرآن" خيرُ دليل أنَّه حِجَاج الانهيار التامِّ، فالطَّبيعي أن يحفَّ الجو الاحتفالي لحظة الخلاص هاته، لكن حقيقة هذا الخلاص هي جحيم في حدِّ ذاتها، ومأتمٌ وعزاء، ما يجعلنا نطمئنُّ إلى القول: إنَّنا أمام حجاج الانهيار والاستسلام.

 

وها هنا يَسْتوقفنا سؤال: لماذا قلنا: إننا إزاء حجاج الانهيار؟

لرُبَّما الجواب قد لمحنا إليه فيما سلف، لكن سنُحاول بَسْطَه ها هنا بطريقةٍ أخرى، نَعْلم عِلم اليقين أنَّ الإنسان عندما يتوجَّه إلى مكانٍ يَتوق إليه، يكون في غاية الفرَح والشَّوق إليه، لكن فيما مرَّ معَنا ينعدم هذا الشوق والتَّوق؛ عندَما يقول الرُّبان: "باسم الله مَجْراها ومرساها"، فلا يحضر إلاَّ القيء والصياح والذِّكر الحكيم، فتنعدم أهازيج الفرح والشوق إلى الهناك، فتخِرُّ القوى، ويَسْتسلم الحراك لأمواج البحر، وهذا يزيد ما أشرنا إليه من ذي قبل تأكيدًا وتثبيتًا.

 

على سبيل الخَتْم:

انطلاقًا مما أشرنا له سالفًا؛ يمكن القول: إنَّ الهجرة السريَّة تُشكِّل مرحلةَ "الفطام الثالث" [الفطام المُتعارف عليه، والذي يكون بعدَ سنتَيْن من الولادة، ثم مرحلة المُراهَقة، والتي يُسمِّيها بعضُ المُحلِّلين النفسيِّين بالفطام الثاني، وقد آثَرْنا وسْمَ هذه الظَّاهرة بالفطام الثالث؛ لأنَّ المهاجر سيَدْخل تجربةَ فطامٍ جديدة، يَكْتشف من خلالها عالَمًا آخَر يَجْهله، كما عاش ذلك في مرحلة الفطامَيْن السَّابقين]، وتتَفرَّد هذه اللَّحظة بالقرار الحاسم الذي لا رجعة فيه، وكما تبَينَّا من الشواهد، فإنَّ المهاجر يظل متشبِّثًا بالذهاب إلى الهناك، فبين نضارته وقَتامة الهُنا، تَمتدُّ شوارع الأمل والأحلام، المُحفِّزة على العبور والإياب بالغنيمة، لكن ألا يمكن القول مع الدكتور عبدالنبي ذاكر: إنَّ هذه الرحلة تُشكِّل الرغبة الدفينة في الإنسان لتحقيق غريزة السَّفر؟!


[1] العطري، عبدالرحيم: "ظاهرة الهجرة السرية": قطران الوطن أم عسل الضفة الأخرى، المحور: الهجرة، العنصرية، حقوق اللاجئين، والجاليات المهاجرة، موقع: الحوار المتمدن - العدد: 1192 - 2005/ 5/ 9.

[2] الجلالي، أحمد: (الحراكة؛ الموت لمواجهة الحياة، محكيات من صميم الواقع)، غرب ميديا، القنيطرة، مطبعة وليلي، مراكش، 2003، ص 36.

[3] الجلالي، أحمد: مصدر سابق، ص80.

[4] الجلالي، أحمد: مصدر سابق، ص 80.

[5] المصدر نفسه، ص 80.

[6] المصدر نفسه، ص 36.

[7] الجلالي، أحمد، مصدر سابق، ص 88

[8] الجلالي، أحمد: مصدر سابق، ص 81.

[9] الجلالي، أحمد: مصدر سابق، ص36.

[10] المصدر نفسه، ص 81.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • هجرة العقول الإسلامية ... متى يتوقف النزيف ؟
  • أركيولوجيا الهجرة السرية: الحِجاج في "الما بعد"

مختارات من الشبكة

  • قصة الهجرة النبوية - ليلة الهجرة ووداع الوطن الحبيب(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • قصة الهجرة النبوية - ليلة الهجرة ووداع الوطن الحبيب(مادة مرئية - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • قصة الهجرة النبوية - ليلة الهجرة ووداع الوطن الحبيب(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • رمضان بين الهجرة والهجر(مقالة - ملفات خاصة)
  • الهجرة فريضة على هذه الأمة من بلد الشرك إلى بلد الإسلام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • للمبتعث الهجرة لله والهجرة المضادة لها(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • دعوة للهجرة في ذكرى الهجرة(مقالة - ملفات خاصة)
  • نموذج تطبيقي لتنمية المجتمع المحلي الإسلامي(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • "إن الله معنا" درس من دروس الهجرة النبوية (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • الهجرة باقية إلى قيام الساعة(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
5- تعليق
زكريا محمد - الصومال 19-03-2013 06:06 PM

نظرت فلم أجد لي مكانا بين ردود الأُدباء فرأيت أن صمتي أبلغ من كلامي !

4- شكر
عاصم السيد حسانين أحمد - مصر 19-03-2013 05:40 PM

جزاكم الله خيرا

3- شكرا للإخوة لتفاعلهم،.
إبراهيم أكراف - المغرب 03-03-2012 03:20 AM

السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبراكاته، وبعد:
الأستاذة الفاضلة عائشة الحكمي، شكرا لتفاعلكم و لنقدكم البناء. أظن أن قولكم بالتقعير قاس شيئا ما، وذلك لأن اللغة تتطور وتدخلها مفردات جديدة و تخرج مفردات أخرى. ولا أظن أن لسان العرب حوى كل المفردات التي نطق بها الفصحاء من العرب. و يكفينا أن نتساءل هل اللغة العربية التي كانت مستعملة في العصر العباسي - إن لم أقل في عصر ما قبل الإسلام- هي اللغة ذاتها المستعملة اليوم؟؟ وهل كان عنترة يعود إلى المعاجم؟؟
إنه ينبغي أن نقر أن العلوم تقدمت، وبتقدمها تتواتر المصطلحات. فالمافيا؛ هم عصايات منظمة تنظيما محكما، تجد مثلا مافيا السرقة و كذا المخدرات، و هنا تحدثت عن مافيا الحريك، باعتبار أن القائمين على الهجرة السرية شبكة يعسر فك خيوطها، هذه هي المافيا للتقريب فحسب. أما الأركيولوجيا، فهو علم الحفريات، و قد استعرنا المصطلح. لنقول بأن الهجرة السرية مجال يحتاج إلى الحفر عما تختزنه النصوص المتناولة لعوالم الحراكة؛ أي المهاجرون السريون، أما الباطيرا،فذاكم ليس قولي بل هو شاهد من النص الذي اعتمدته متنا، والمفردة إسبانية تعني القارب. أما الآغورا (الميدان العمومي أو الساحة العمومية) وهو ميدان للنقاش والتحاور حول الحياة اليومية ومشاغل الناس الفكرية والعملية وكان ذلك في اليونان القديم. أتمنى أن تكون الصورة قد توضحت لكم. و لا بد أن أشير في معرض هذا الكلام أن النصوص اليوم تستلزم علينا الانفتاح على تاريخ الأمم الاخرى و لغاتها، مع التشبت بالأصول و الهوية طبعا. والشكر و خالص الود موصول لأبي مصعب. وفي الختام آمل أن يضيف إليكم هذا المقال جديدا أو يعن لكم بموضوع ما. مودتي المعتقة

2- شكر للكاتب
أبو صعب - المغرب 01-03-2012 07:40 PM

مقالة رائعة.. وكلمات جميلة حديثة تجعلنا نبحث عنها.. ولكن ليس في المعاجم.. فكيف نبحث عن المصطلحات الجديدة في المعاجم القديمة؟!
شكراً للكاتب وللتعليق الجميل

1- جميل.. لولا أني لم أفهم!!
عائشة الحكمي 01-03-2012 02:16 PM

تطرقت لموضوع رائع لولا هذا التقعير اللغوي الذي أفسده!

أقرأ للجاحظ والرافعي كثيرًا ولم أجد في عربية الجاحظ ولا عربية الرافعي مثل هذا التقعير!

وعلى الأقل إذا قرأت كلمة لم أفهم معناها وجدتها في "لسان العرب"، لكن مثل هذه المفردات التي استعملتها أستاذنا الفاضل نحو "أركيولوجيا"، و"الآغورا" التي فسرتها بقولك: "أي: الحراكة أو المافيوزيُّون" - فلم أفهم ما الأغورا ولا المافيوزيون- و"الباطيرا" والتي يبدو أن جمعها "الباطيرات"، فهل لك أن تحيلنا إلى معجم يفسر هذه المفردات اللغويَّة حتى نفهم عن أي شيء تتكلم؟!

قرأت مقالات مشابهة في "التقعير" نشرت في المجلة العربية للثقافة، وكان ملف العدد عن القدس، الغريب أن الموضوع واضح جدًّا فمن منا لا يعرف القدس وقضيتها المباركة؟ وكانت اللغة المكتوبة هي العربية الفصيحة ونحن عرب، ومع ذلك لم أفهم بعض المقالات بسبب هذا التقعير!

التقعير "في لسان العرب": التعمق والتشدق في الكلام، وقَعَّر الرجلُ إِذا رَوَّى فنظر فيما يَغْمُضُ من الرأْي حتى يستخرج!

تحياتي وتقديري،
من العوام الذين يتصفحون المعاجم اللغوية

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 24/11/1446هـ - الساعة: 12:14
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب